المشاركات

مهرجان الأموات في المكسيك: بين الأساطير والواقع وعلاقته بالعادات الإسلامية

صورة
✍️ بقلم: ليلى سعيد مهرجان الأموات: بين الأساطير القديمة وصناعة السياحة الحديثة عندما نتحدث عن المهرجانات العالمية التي تمزج بين التاريخ والأسطورة والاحتفال، يبرز مهرجان الأموات في المكسيك كواحد من أكثر الطقوس غرابة وإبداعًا في العالم. إنه مهرجان لا يكرّس الحزن للموت، بل يحوّله إلى رقصة للحياة واحتفال بالذكريات. الجذور التاريخية للمهرجان يعود أصل المهرجان إلى حضارات قديمة مثل الأزتك و المايا الذين اعتقدوا أن أرواح الموتى تعود إلى الأرض في مواسم محددة. مع وصول الإسبان في القرن السادس عشر وانتشار المسيحية، اندمجت هذه الطقوس مع التقاليد الكاثوليكية ليولد هذا المزيج الفريد المعروف باسم Día de los Muertos . الطقوس والرموز: حين يرقص الموت بالحياة يمتاز المهرجان بكونه مزيجًا فريدًا من الألوان والطقوس والرموز التي تعكس الفلسفة المكسيكية حول الحياة والموت. ومن أبرز رموزه: جماجم السكر ( Sugar Skulls ): ترمز إلى الموت ولكنها تُزيَّن بألوان زاهية للتأكيد على الفرح بالحياة....

الأسرات الفرعونية 21–30 شيشنق وبعنخي وتهارقا حتى نختنبو – مصر القديمة والعصر المتأخر

صورة
✍️ بقلم: ليلى سعيد ملوك المقاومة والغرباء: من الليبيين إلى نختنبو (الأسر 21–30) في المقال السابق، تابعنا صعود الدولة الحديثة وكيف بلغت مصر أوج قوتها العسكرية والسياسية في عصر الإمبراطوريات الكبرى. لكن التاريخ لا يسير في خط مستقيم دائمًا؛ فمع نهاية الدولة الحديثة دخلت مصر مرحلة جديدة مليئة بالتحديات الداخلية والغزوات الخارجية. وهنا يبدأ ما يسميه المؤرخون بـ العصر الانتقالي الثالث ثم العصر المتأخر ، وهي فترات شهدت فيها مصر صراعًا مريرًا بين الانقسام الداخلي والطموحات الأجنبية. العصر الانتقالي الثالث: انقسام السلطة (الأسر 21–24) الأسرة الحادية والعشرون ( 1070–945 ق.م ): مصر انقسمت بين حكم الملوك في تانيس (دلتا النيل) من ناحية، وسيطرة الكهنة الأقوياء في طيبة (الأقصر) من ناحية أخرى. لم يعد الملك هو صاحب الكلمة المطلقة، بل شاركه الكهنة الحكم فعليًا. الأسرة الثانية والعشرون ( 945–715 ق.م ): هنا يظهر الملك الليبي شيشنق الأول، الذي أسس حكمًا جديدًا اعتمد على أصوله العسكرية الليبية. شيشنق اشتهر بحملته على فلسطين، حتى ذُكر في التوراة. بعده، بدأ ...

أسرار غسيل الأموال عبر لايفات تيك توك – من مافيا الشوارع إلى الإنترنت

صورة
✍️ بقلم: ليلى سعيد غسيل الأموال: من مافيا الشوارع إلى لايفات التيك توك تخيل نفسك في كازينو يلمع بألوان النيون… أصوات الماكينات تملأ المكان، ورجال في بدلات فاخرة يعدّون رزم الدولارات. لا أحد يجرؤ أن يسأل: "من أين جاءت كل هذه الأموال ؟"، لأن في عالم غسيل الأموال ، السؤال نفسه جريمة. ما هو غسيل الأموال؟ غسيل الأموال هو العملية التي يتم فيها إخفاء مصدر المال غير المشروع، وتحويله إلى أموال تبدو قانونية. المافيا كانت تسميه "تنظيف الغبار عن الأوراق الخضراء". الفكرة ببساطة: تمويه الحقيقة حتى يختفي أثر الجريمة. ويقال إن المصطلح نفسه وُلد في أمريكا خلال فترة حظر بيع الخمور ( 1920-1933 )، حين كان أحد كبار تجار الخمور غير المشروعة يبحث عن طريقة لتبرير دخله الضخم أمام السلطات. فقام بشراء سلسلة من المغاسل العامة، وبدأ يدمج أرباح الخمور مع أرباح المغاسل، ليبدو كل شيء قانونيًا. ومن هنا جاء تعبير "غسيل الأموال". المراحل الثلاث للعملية 1- الإيداع (Placement): إدخال المال المشبوه في النظام المالي، سواء عبر البنوك أو المش...

الهكسوس ثم الانتصار: من الانقسام إلى عصر الإمبراطورية (الأسر 13–20)

صورة
✍️ بقلم: ليلى سعيد الهكسوس في مصر وطردهم: من ضعف الدولة الوسطى إلى عصر الدولة الحديثة والأسر 13-20 انتهى العصر الذهبي للدولة الوسطى في مصر (حوالي 2055-1650 ق.م) بفترة من الضعف والانقسام السياسي والاقتصادي. شهدت مصر في نهايات الأسرة الثانية عشرة بداية انحسار السيطرة المركزية، وانتشار النزاعات الداخلية، مما أدى إلى بداية عصر العصور الوسطى الثانية أو ما يعرف بعصر الانقسام الثاني. في هذا السياق دخلت مجموعات الهكسوس، الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من دلتا النيل، مؤثرين بشكل كبير على تاريخ مصر، قبل أن تبدأ مرحلة جديدة من المقاومة والاسترداد برئاسة أحمس الأول. هذه المرحلة ستؤسس لما يعرف بالعصر الإمبراطوري أو الدولة الحديثة (حوالي 1550-1070 ق.م) ، الذي يمثل أوج القوة السياسية والعسكرية والثقافية لمصر القديمة. ضعف الدولة الوسطى ودخول الهكسوس (الأسر 13–17) بعد الأسرة الثانية عشرة، بدأت مصر تعاني من ضعف في النظام السياسي، مع انتشار النزاعات الداخلية بين النبلاء والحكام المحليين. هذا الضعف خلق فرصة لمجموعات أجنبية تسمى "الهكسوس" (Hykos) ، وهي شعوب ذات أصول آسيوية ...

مدينة ثونِس-هيراكليون الغارقة: أسرار أقدم موانئ مصر القديمة تحت البحر

صورة
✍️ بقلم: ليلى سعيد ثونِس-هيراكليون: المدينة المصرية الغارقة تحت البحر منذ أكثر من 1200 عام تخيل أن هناك مدينة كاملة، بشوارعها ومعابدها وساحاتها وموانئها، ظلت مختفية عن أعين البشر لأكثر من 12 قرنًا . مدينة كانت يومًا ما قلب مصر النابض بالتجارة والدين والسياسة، ثم ابتلعتها مياه البحر فجأة، حتى اعتقد الكثيرون أنها لم تكن موجودة إلا في الأساطير. هذه ليست قصة خيالية ولا مشهدًا من فيلم، بل حقيقة تاريخية مدهشة. إنها ثونِس-هيراكليون ، أو كما سماها المصريون القدماء "ثونِس" وسماها الإغريق "هيراكليون"، والتي كانت بوابة مصر إلى العالم قبل أن تُبنى مدينة الإسكندرية الشهيرة. أين كانت تقع المدينة؟ تقع بقايا المدينة اليوم في خليج أبي قير، على بعد حوالي 7 كيلومترات من شواطئ الإسكندرية. في العصور القديمة، كانت المدينة مبنية عند مصب فرع كانوب من نهر النيل، وهو ممر مائي استراتيجي سمح لها بأن تكون نقطة التقاء التجارة العالمية من البحر المتوسط إلى قلب وادي النيل. هذا الموقع جعلها مركزًا حيويًا يربط بين ...