الأسرات الفرعونية 21–30 شيشنق وبعنخي وتهارقا حتى نختنبو – مصر القديمة والعصر المتأخر
ملوك المقاومة والغرباء: من الليبيين إلى نختنبو (الأسر 21–30)
في المقال السابق، تابعنا صعود الدولة الحديثة وكيف بلغت مصر أوج قوتها العسكرية والسياسية في عصر الإمبراطوريات الكبرى. لكن التاريخ لا يسير في خط مستقيم دائمًا؛ فمع نهاية الدولة الحديثة دخلت مصر مرحلة جديدة مليئة بالتحديات الداخلية والغزوات الخارجية. وهنا يبدأ ما يسميه المؤرخون بـ العصر الانتقالي الثالث ثم العصر المتأخر، وهي فترات شهدت فيها مصر صراعًا مريرًا بين الانقسام الداخلي والطموحات الأجنبية.
العصر الانتقالي الثالث: انقسام السلطة (الأسر 21–24)
الأسرة الحادية والعشرون (1070–945 ق.م): مصر انقسمت بين حكم الملوك في تانيس (دلتا النيل) من ناحية، وسيطرة الكهنة الأقوياء في طيبة (الأقصر) من ناحية أخرى. لم يعد الملك هو صاحب الكلمة المطلقة، بل شاركه الكهنة الحكم فعليًا.
الأسرة الثانية والعشرون (945–715 ق.م): هنا يظهر الملك الليبي شيشنق الأول، الذي أسس حكمًا جديدًا اعتمد على أصوله العسكرية الليبية. شيشنق اشتهر بحملته على فلسطين، حتى ذُكر في التوراة. بعده، بدأ نفوذ الأسرة يضعف وانقسمت البلاد مجددًا.
الأسر 23 و24: مجرد محاولات محلية للسيطرة على مناطق في الدلتا أو الصعيد، لكن سرعان ما برز منافس جديد قادم من الجنوب: الكوشيون.
الكوشيون: بعنخي وتهارقا
من مملكة كوش (النوبة) جاء الملك بعنخي (بيي) الذي لم يرضَ بانقسام مصر. فأطلق حملة عسكرية قوية سيطر بها على البلاد ووحّدها تحت سلطانه.
تبعه الملك تهارقا، الذي أصبح أحد أعظم ملوك هذه الفترة، واشتهر بمقاومته للغزوات الآشورية. تماثيله الضخمة في السودان ومصر ما زالت شاهدة على قوة حضارته. لكن الغزو الآشوري كان أقوى، فبدأ نفوذ الكوشيين يتراجع تدريجيًا.
العصر المتأخر: النهضة الصاوية (الأسرة 26)
بعد تراجع الكوشيين، برزت الأسرة السادسة والعشرون (664–525 ق.م) المعروفة باسم النهضة الصاوية نسبة إلى مدينة سايس في غرب الدلتا.
بسماتيك الأول: أعاد لمصر شيئًا من قوتها، ووحّد البلاد من جديد. اهتم بالتجارة والعلاقات الخارجية، بل وجنّد مرتزقة يونانيين في جيشه.
نخاو الثاني: اشتهر بمشروعه البحري الكبير، ومحاولة حفر قناة تصل النيل بالبحر الأحمر (سابقة لقناة السويس). كما شجع المصريين على الاستكشاف البحري.
الأسر 27–30: الغزو الفارسي ومحاولات المقاومة
الأسرة السابعة والعشرون (الفارسية الأولى): سقطت مصر في يد الفرس بقيادة قمبيز (525 ق.م). أصبحت مصر ولاية تابعة للإمبراطورية الفارسية، رغم بعض المحاولات الفاشلة للثورة.
الأسرتان 28 و29: ملوك قصيروا العمر حاولوا المقاومة بدعم من اليونانيين أحيانًا، لكنهم لم يحققوا نجاحًا طويل المدى.
الأسرة الثلاثون (378–341 ق.م): قادها الملك نختنبو الأول ثم نختنبو الثاني. الأخير يعتبر آخر ملك مصري أصيل قبل الغزو المقدوني بقيادة الإسكندر الأكبر. قاوم بشجاعة، لكن الفرس عادوا وسيطروا مرة أخرى، ثم جاء الإسكندر ليطوي صفحة طويلة من تاريخ الفراعنة.
خط زمني مبسط (الأسر 21–30)
الأسرة 21 (1070–945 ق.م): انقسام بين الدلتا وطيبة |
الأسرة 22 (945–715 ق.م): شيشنق والليبيون |
الأسر 23–24: ملوك محليون ضعفاء |
الأسرة 25 (744–656 ق.م): الكوشيون (بعنخي – تهارقا) |
الأسرة 26 (664–525 ق.م): النهضة الصاوية (بسماتيك – نخاو) |
الأسرة 27 (525–404 ق.م): الفرس الأوائل |
الأسرتان 28–29 (404–380 ق.م): مقاومة قصيرة |
الأسرة 30 (378–341 ق.م): نختنبو – آخر الملوك المصريين |
وفي النهاية
من الأسرة الحادية والعشرين حتى الأسرة الثلاثين، عاشت مصر بين انقسام داخلي وصراع خارجي. ورغم الضعف والتدخلات الأجنبية، أظهر المصريون قدرة دائمة على المقاومة، حتى آخر ملكهم نختنبو الثاني الذي ختم عصر الفراعنة. إنها مرحلة تذكرنا بأن التاريخ ليس دائمًا عصور ذهبية، بل أيضًا معارك مريرة للحفاظ على الهوية.
🕰️ تاريخ | 👤 شخصيات تاريخية | 🧩 أسرار التاريخ | 🧠 نظريات مؤامرة
🌀 أحداث غامضة | 🏺 مصر القديمة | 🌍 أوروبا | ⚔️ الحروب
🎭 ثقافات | 🧙♂️ غرائب التاريخ | 🧭 حضارات منسية
📚 قصص حقيقية | 🌌 عالم غريب | 🏛️ أغرب قصص التاريخ | 🌟 عجائب
🌊 بحر الحكاية
📬 تواصل معنا | Contact Us
نرحّب بتفاعلكم واقتراحاتكم دائمًا. يمكنكم التواصل معنا من خلال صفحة
اتصل بنا
أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بنا.
We always welcome your feedback and suggestions.
Feel free to reach out via our
Contact Us page or through our social media.
تعليقات
إرسال تعليق