حين انتهى زمن الفراعنه من الذي حكم بعدهم

حين انتهى زمن الفراعنة
من الذي حكم مصر بعدهم؟

رواية تاريخية موثّقة لتحوّلات مصر بعد سقوط الحضارة الفرعونية

امتدت الحضارة المصرية القديمة لأكثر من ثلاثة آلاف عام، من توحيد القطرين على يد الملك مينا في أواخر الألفية الرابعة قبل الميلاد، حتى تلاشي الحكم الوطني تمامًا في منتصف القرن الرابع قبل الميلاد.

لكن السؤال الذي لا يُطرح كثيرًا هو :

حين سقطت آخر سلالة فرعونية… من الذي جاء بعدهم؟ ومن حكم مصر؟ وكيف تغيّرت هويتها؟ هذا المقال يعيد رسم الصورة الكاملة، بتواريخ دقيقة، وتحليل واضح، وسرد يعيد للقارئ الشعور بالعظمة والدهشة في آنٍ واحد.

نهاية الحكم الفرعوني سنة 343 قبل الميلاد

. نهاية الحكم الفرعوني – سنة 343 قبل الميلاد

كانت آخر الأسرات الفرعونية الحاكمة هي الأسرة الثلاثون، التي حكمت ما بين 380 و343 ق.م.

وكان آخر ملوكها هو نختنبو الثاني، الذي حاول المقاومة ضد التوسّع الفارسي، لكنه انهزم في النهاية.

وفي عام 343 ق.م، دخل الفرس مصر بقيادة الملك الأخميني أرتحشستا الثالث، وبدأ ما يُعرف تاريخيًا بـ"الاحتلال الفارسي الثاني".

وفي هذه اللحظة، يُعد الحكم الفرعوني الوطني قد انتهى تمامًا، لتبدأ مصر رحلتها الطويلة مع الغزاة والحكام الأجانب.

٢. الاحتلال الفارسي الثاني (343 – 332 ق.م)

استمر هذا الاحتلال 11 سنة فقط، لكنه كان داميًا وقاسيًا.
دمّرت القوات الفارسية العديد من المعابد، وأُخذت كنوز مصر إلى فارس.
مارس الحكّام الفرس سلطة قمعية ضد المصريين، وهو ما أدّى إلى نفور شعبي شديد منهم.
لكن هذا الوضع تغيّر سريعًا مع قدوم قوة جديدة من الغرب: اليونانيون بقيادة الإسكندر الأكبر.

في عام 332 ق.م، دخل الإسكندر المقدوني مصر دون مقاومة.
المصريون رحّبوا به بوصفه محررًا من ظلم الفرس.
زار معبد آمون في واحة سيوة، وهناك أعلن الكهنة أنه "ابن آمون"، مما عزز شرعيته.
أسس مدينة الإسكندرية، التي أصبحت لاحقًا مركزًا عالميًا للفكر والفن والعلم.
لكن بعد موت الإسكندر في عام 323 ق.م، تقاسَم قادته إمبراطوريته.
وكان نصيب مصر من هذه التقسيمات من نصيب قائده بطليموس الأول، لتبدأ حقبة جديدة بالكامل.

🏛️ . الحكم البطلمي (305 – 30 ق.م)

أعلن بطليموس الأول نفسه ملكًا على مصر، وأسس الدولة البطلمية.
ورغم أنهم من أصل يوناني، إلا أن البطالمة تبنّوا الرموز الفرعونية ليكسبوا دعم الشعب:
ارتدوا التاج المزدوج (رمز حكم الصعيد والدلتا).
كُتبت أسماؤهم داخل الخرطوش الفرعوني.
دعّموا المعابد، وبنوا صروحًا مثل معبد إدفو وفيلة.

📚 في عهدهم، ازدهرت الثقافة في مصر، خاصة في الإسكندرية، التي أصبحت موطنًا لمكتبة ضخمة يُقال إنها كانت تضم أكثر من 700 ألف مخطوطة.

👑 آخر حكام البطالمة كانت كليوباترا السابعة، وهي شخصية فريدة جمعت بين الجمال، الذكاء، والسياسة.
بعد انتحارها عقب معركة أكتيوم سنة 30 ق.م، دخلت مصر فصلًا جديدًا… الرومان.

🦅 . مصر تحت الحكم الروماني (30 ق.م – 395 م)

أصبحت مصر ولاية خاضعة مباشرة للإمبراطور الروماني.
عُرفت باسم "مخزن الحبوب"، وكانت تموّن الإمبراطورية في روما.
فرض الرومان ضرائب باهظة على الفلاحين المصريين.
تم تهميش الثقافة المحلية لصالح اللغة اللاتينية والديانة الوثنية.
رغم هذا، ظل المصريون متمسكين بتقاليدهم، وكان الكهنة لا يزالون يُمارسون طقوسهم في المعابد،
إلى أن حدث تحول هائل في العقيدة العامة…

✝️ انتشار المسيحية ونهاية الديانة الفرعونية (50 م – 391 م)

يُعتقد أن القديس مرقس الإنجيلي جاء إلى الإسكندرية سنة 50 م وبشّر بالمسيحية.
انتشرت المسيحية تدريجيًا في أوساط المصريين، رغم اضطهاد الأباطرة الرومان، خصوصًا في عهد دقلديانوس (284–305 م)، والذي سُمي عهده بـ"عصر الشهداء".
في سنة 391 م، أصدر الإمبراطور ثيودوسيوس الأول مرسومًا بتحريم الديانة الوثنية وغلق المعابد المصرية القديمة.
ومنذ تلك اللحظة، أُغلقت آخر معابد الفراعنة، وماتت العقيدة المصرية القديمة رسميًا.

٧. الحكم البيزنطي (395 – 641 م)

بعد انقسام الإمبراطورية الرومانية، خضعت مصر لسيطرة الإمبراطورية البيزنطية الشرقية.
اشتدت الخلافات اللاهوتية بين الكنيسة المصرية والبيزنطيين، وبدأ اضطهاد الأقباط.
ازدادت الضرائب، وتدهورت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
المصريون أصبحوا أكثر عزلة، وكانوا في انتظار تحوّل كبير يُنهي حالة الظلم والتقسيم.

☪️ . الفتح الإسلامي (641 م)

في عهد عمر بن الخطاب، دخل القائد عمرو بن العاص إلى مصر بعد حصار حصن بابليون في الفسطاط.
دخل المسلمون مصر تدريجيًا، وبنى عمرو أول عاصمة إسلامية وهي الفسطاط.
خُيّر المصريون بين الجزية أو الإسلام، وأغلبهم ظلوا على مسيحيتهم في البداية.

بمرور القرون، أصبحت اللغة العربية هي السائدة، وبدأت ملامح الهوية الإسلامية تطغى على مصر تدريجيًا، خصوصًا من القرن التاسع الميلادي.

🔄 خلاصة التحوّلات التاريخية:

الفترة الزمنية الحُكم الملامح الرئيسية
343 – 332 ق.م الفُرس تدمير ثقافي، انهيار الحكم الفرعوني
332 – 30 ق.م البطالمة يونانيون بوجه فرعوني، ازدهار علمي
30 ق.م – 395 م الرومان استغلال اقتصادي، بداية المسيحية
395 – 641 م البيزنطيون اضطهاد ديني، تدهور اقتصادي
641 م فما بعد المسلمون تغيّر لغوي وديني شامل

🧠 الخاتمة:

الحضارة الفرعونية لم تنتهِ فجأة، بل ذابت تدريجيًا بين غزوات ومعتقدات جديدة، حتى تحوّلت مصر من قلب وثني يعبد الآلهة القديمة، إلى قلب مسيحي مضطهد، ثم إلى مركز إسلامي نابض بالحياة والعلم.

لكن رغم كل هذه التحوّلات، ظلت مصر مصر...
بشخصيتها، وعبقها، وقدرتها على امتصاص ما حولها دون أن تذوب.

🪔 سؤال أخير للقارئ:

هل انتهت الحضارة الفرعونية تمامًا؟
أم أن رمادها لا يزال ينبض تحت جلد المصري حتى اليوم... في عقله، وابتسامته، وصلابته، وصمته؟

الفراعنه
من الذي حكم مصر بعد الفراعنه
نهايه الحضاره الفرعونيه
عمر بن الخطاب
عمرو بن العاص
الاسر الفرعونيه
الاحتال الفارسي
الحكم البطلمي
الامبراطوريه الرومانيه
الملكه كيلوباترا
📌 التصنيفات:

🕰️ تاريخ | 👤 شخصيات تاريخية | 🧩 أسرار التاريخ | 🧠 نظريات مؤامرة
🌀 أحداث غامضة | 🏺 مصر القديمة | 🌍 أوروبا | ⚔️ الحروب
🎭 ثقافات | 🧙‍♂️ غرائب التاريخ | 🧭 حضارات منسية
📚 قصص حقيقية | 🌌 عالم غريب | 🏛️ أغرب قصص التاريخ | 🌟 عجائب

🌊 بحر الحكاية

📬 تواصل معنا | Contact Us

نرحّب بتفاعلكم واقتراحاتكم دائمًا. يمكنكم التواصل معنا من خلال صفحة اتصل بنا أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بنا.

We always welcome your feedback and suggestions. Feel free to reach out via our Contact Us page or through our social media.

📤 شارك المقال مع أصدقائك:

WhatsApp Twitter Telegram
📌 تم النشر بواسطة بحر الحكاية – نروي لكم أعجب الحكايات من التاريخ والثقافات.

✍️ بقلم: ليلى سعيد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل نامت قرية كاملة 100 سنة؟ القصة الحقيقية التي أذهلت العالم!

كليوباترا لم تكن مصرية؟ اكتشف السر وراء أكبر خرافة تاريخية

البحيرة القاتلة : سر تحول الحيوانات إلى تماثيل حجرية